الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ }

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال: لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال: " ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أشك ولا أسأل ".

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال: التوراة والإِنجيل الذين أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به يقول: سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم.

وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سماك الحنفي قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما إني أجد في نفسي ما لا أستطيع أن أتكلم به. فقال: شك؟ قلت: نعم. قال: ما نجا من هذا أحد حتى نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك... } الآية. فإذا أحسست أو وجدت من ذلك شيئاً فقلهو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } [الحديد: 3].

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الحسن رضي الله عنه قال: خمسة أحرف في القرآنوإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } [إبراهيم: 26] معناه وما كان مكرهم لتزول منه الجباللو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين } [الأنبياء: 17] معناه ما كنا فاعلينقل إن كان للرحمن ولد } [الزخرف: 81] معناه ما كان للرحمن ولدولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه } [الأحقاف: 26] معناه في الذين ما مكناكم فيه { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك } معناه فما كنت في شك.

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله { فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال: سؤالك إياهم نظرك في كتابي كقولك: سل عن آل المهلب دورهم.