الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } * { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } * { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ويوم نحشرهم } قال: الحشر الموت.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { فزيلنا بينهم } قال: فرقنا بينهم.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال: يأتي على الناس يوم القيامة ساعة فيها لين، يرى أهل الشرك أهل التوحيد يغفر لهم فيقولونوالله ربنا ما كنا مشركين } [الأنعام: 23] قال اللهأنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون } [الأنعام: 24] ثم يكون من بعد ذلك ساعة فيها شدة، تنصب لهم الآلهة التي كانوا يعبدون من دون الله فيقول: هؤلاء الذين كنتم تعبدون من دون الله؟ فيقولون: نعم، هؤلاء الذين كنا نعبد. فتقول لهم الآلهة: والله ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا. فيقولون: بلى، والله لإِياكم كنا نعبد. فتقول لهم الآلهة { فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين }.

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يمثل لهم يوم القيامة ما كانوا يعبدون من دون الله فيتبعونهم حتى يوردوهم النار، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت } ".

وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه. أنه كان يقرأ " هنالك تتلو " بالتاء قال: هنالك تتبع.

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه " هنالك تتلو " يقال: تتبع.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه { هنالك تبلوا } يقول: تختبر.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه { هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت } قال: عملت.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه { هناك تبلوا } قال: تعاين { كل نفس ما أسلفت } قال: عملت { وضل عنهم ما كانوا يفترون } قال: ما كانوا يدعون معه من الأنداد.

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله { وردوا إلى الله مولاهم الحق } قال: نسختها قولهمولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم } [محمد: 11].

وأخرج ابن أبي حاتم عن حرملة بن عبد العزيز قال: قلت لمالك بن أنس رضي الله عنه: ما تقول في رجل أمره يقيني؟ قال: ليس ذلك من الحق. قال الله { فماذا بعد الحق إلا الضلال }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أشهب رضي الله عنه قال: سئل مالك عن شهادة اللعاب بالشطرنج والنرد فقال: أما من أدمنها فما أرى شهادتهم طائلة. يقول الله { فماذا بعد الحق إلا الضلال } والله أعلم.