الرئيسية - التفاسير


* تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي (ت 885 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ } * { قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } * { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ }

ولما كانوا بهذا التأكيد في التبعيد كأنهم قالوا: إنا لا نبعث أصلاً، اتصل به: { إن هي } أي الحالة التي لا يمكن لنا سواها { إلا حياتنا الدنيا } أي التي هي أقرب الأشياء إلينا وهي ما نحن فيها، ثم فسروها بقولهم: { نموت ونحيا } أي يموت منا من هو موجود، وينشأ آخرون بعدهم { وما نحن بمبعوثين* } بعد الموت، فكأنه قيل: فما هذا الكلام الذي يقوله؟ فقيل: كذب؛ ثم حصروا أمره في الكذب فقالوا: { إن } أي ما { هو إلا } وألهبوه على ترك مثل ما خاطبهم به بقولهم: { رجل افترى } أي تعمد { على الله } أي الملك الأعلى { كذباً } والرجل لا ينبغي له مثل ذلك، أو هو واحد وحده، أي لا يلتفت إليه { وما نحن له بمؤمنين* } أي بمصدقين فيما يخبرنا به من البعث والرسالة؛ ثم استأنف قوله: { قال رب } أي أيها المحسن إليّ بإرسالي إليهم وغيره من أنواع التربية { انصرني } عليهم أي أوقع لي النصر { بما كذبون* } فأجابه ربه بأن { قال عما قليل } أي من الزمن. وأكد قلته بزيادة " ما " { ليصبحن نادمين* } على تخلفهم عن اتباعك.