قوله تعالى: { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ }. هذا نوع آخر من أنواع تهديد الكفار وتخويفهم، أي: يقال لهم: هذا اليوم الذي يفصل فيه بين الخلائق، فيتبين المحق من المبطل. { جَمَعْنَاكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ }. قال ابن عباس: جمع الذين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم والذين كذبوا النبيين من قبله. { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } أي: حيلة في الخلاص من العذاب " فَكِيدُونِ " أي " فاحتالوا لأنفسكم وفاء، ولن تجدوا ذلك. وقيل: فإن كان لكم كيد أي إن قدرتم على حرب " فَكِيدُونِ " أي: حاربوني رواه الضحاك عن ابن عباس أيضاً، قال: يريد كنتم في الدنيا تحاربون محمداً وتحاربوني، فاليوم حاربوني. وقيل: إنكم كنتم في الدنيا تعملون المعاصي، وقد عجزتم الآن عنها، وعن الدفع عن أنفسكم. وقيل: إنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم فيكون كقول هود - عليه الصلاة والسلام -:{ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } [هود: 55].