لمَّا بين بقوله: { وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النَّار } أتبعه أيضاً بأن أصحاب الأعراف ينادون رجالاً من أهل النار، فاستغنى عن ذكر النار؛ لأنَّ الكلام المذكور لا يليق إلا بهم، وهو قولهم: { مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ }. قوله: " مَا أغْنَى " يجوز أن تكون استفهامية للتوبيخ والتقريع، وهو الظاهر، ويجوزُ أن تكون نافية. وقوله: " وما كنتم " " ما " مصدرية ليُنْسَق مصدرٌ على مثله أي: ما أغنى عنكم جمعكم المال والاجتماع والكثرة وكونكم مستكبرين عن قَبُولِ الحقِّ، أو استكباركم على الناس. وقرىء " تَسْتَكْثِرُون " بثاء مُثلثة من الكثرة.