الرئيسية - التفاسير


* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ }

والمرادُ بالقاهر الغالب، وفي " القاهِرِ " زيادَةُ معنى على القدرةِ وهو منع غيره من بلوغ المُرَادِ.

وقيل: المنفرد بالتَّدْبير الذي يجبرُ الخَلْق على مُرَادِه.

قوله: " فوق " فيه أوجه:

أظهرها: أنه مَنْصُوبٌ باسم الفاعل قَبْلَهُ، والفوقيَّةُ هنا عبارةٌ عن الاسْتِعْلاءِ والغَلَبَة.

والثاني: أنه مرفوعٌ على [أنه] خبر ثانٍ، أخبر عنه بشيئين:

أحدهما: أنه قاهرٌ.

والثاني: أنه فوق عباده بالغَلَبَةِ.

والثالث: أنه بَدَلٌ من الخبر.

والرابع: أنه منصوبٌ على الحال من الضمير في " القاهر " كأنهُ قيل: وهو القاهرُ مُسْتَعْلِياً أو غالباً، ذكره المهدوي وأبو البقاء.

الخامس: أنها زائدةٌ، والتقديرُ: وهو القَاهِرُ عِبَادَهُ.

ومثله:فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ } [الأنفال: 12] وهذا مردود؛ لأن الأسماء لا تزاد.

ثم قال " وهو الحكيم " أي في أمره، " الخبيرُ " بأعمال عباده.