الرئيسية - التفاسير


* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } * { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ }

قوله تعالى: { إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ }.

في " إذا " أوجه:

أحدها: أنها ظرف محض ليس فيها معنى الشَّرط، والعامل فيها " ليس ".

الثاني: أن العامل فيها " اذْكر " مقدراً.

قال الزمخشري: فإن قلت: بم انتصب " إذا "؟.

قلت: بـ " ليس " ، كقولك: يوم الجمعة ليس لي شغل.

ثم قال: أو بإضمار " اذكر ".

قال أبو حيان: " ولا يقول هذا نحوي ".

قال: لأن " ليس " مثل " ما " النافية فلا حدث فيها، فكيف تعمل في الظرف من غير حدث، وتسميتها فعلاً مجازاً، فإن حدَّ الفعل غير منطبق عليها.

ثم قال: وأمَّا المثال الذي نظر به، فالظرف ليس معمولاً لـ " ليس " بل للخبر، وتقدم معمول خبرها عليها، وهي مسألة خلاف. انتهى.

قال شهاب الدين: الظروف تعمل فيها روائح الأفعال، ومعنى كلام الزمخشري أن النفي المفهوم من " ليس " هو العامل في " إذا " كأنه قيل: ينتفي كذب وقوعها إذا وقعت، ويدل على هذا قول أبي البقاء رحمه الله.

والثاني: ظرف لما دل عليه { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } ، أي: إذا وقعت لم تكذب، فإن قيل: فليجر ذلك في " ما " النافية؟.

فالجواب: أن الفعل أقرب إلى الدلالة على الحدث من الحرف.

الثالث: أنها شرطية، وجوابها مقدر، أي: " إذا وقعت كان كيت وكيت " ، وهو العامل فيها.

الرابع: أنها شرطية، والعامل فيها الفعل الذي بعدها ويليها، وهو اختيار أبي حيان، وتبع في ذلك مكيًّا.

قال مكي: " والعامل فيه " وقعت "؛ لأنها قد يجازى بها، فعمل فيها الفعل الذي بعدها كما يعمل في " مَا " ، و " مَنْ " اللتين للشرط في قولك: ما تَفْعَلْ أفْعَلْ، ومن تُكْرِمْ أكْرِمْ " ، ثم ذكر كلاماً كثيراً.

الخامس: أنها مبتدأ، و " إذَا رُجَّتْ " خبرها، وهذا على قولنا: " إنها تتصرف " وقد مضى تحريره إلا أن هذا الوجه إنما جوزه ابن مالك، وابن جني، وأبو الفضل الرازي على قراءة من نصب " خافِضَةً رافِعَةً " على الحال، وحكاه بعضهم عن الأخفش.

قال شهاب الدين: " ولا أدري اختصاص ذلك بوجه النَّصب ".

السادس: أنه ظرف لـ " خافضة " ، أو " رافعة ". قاله أبو البقاء. أي إذا وقعت خفضت ورفعت.

السابع: أن تكون ظرفاً لـ " رُجَّتْ " ، و " إذَا " الثانية على هذا إما بدل من الأولى، أو تكرير لها.

الثامن: أن العامل فيه ما دلّ عليه قوله:

السابقالتالي
2 3