الرئيسية - التفاسير


* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق


{ قَٰلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }

قوله: { قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ... } الآية. قرأ ابنُ عامر وحفصٌ قَالَ ماضياً مكان " قُلْ " أمراً، أي قال النذير أو الرسول وهو النبي صلى الله عليه وسلم.

والأمر في " قل " يجوز أن يكون للنذير، أو الرسول وهو الظاهر. وقرأ أبو جعفر وشَيْبَةُ: جِئْنَاكُمْ بنون المتكلمين " بأَهْدَى " أي بدين أصْوَبَ { مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ } وإن جئتكم بأهدى منه فعند هذا حكى الله عنهم أنهم قالوا: إنا لا ننفك عن دين آبائنا وإن جئتنا بما هو أهدى " فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ " وإن كان أهدى مما كنا عليه فعند هذا لم يبق لهم عذر، فلهذا قال تعالى: { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } وهذا تهديد للكفار.