الرئيسية - التفاسير


* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ }

قوله: { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } أي على تبليغ الرسالة " من أجر " جعل فقوله: " عليه " متعلق " بأَسْأَلَكُمْ " لاَ " بالأَجر " لأنه مصدر، ويجوز أن يكون حالاً منه والضمير إما للقرآن وإما للوَحْي وإما للدعاء إلى الله.

قوله: { وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } المتقولين القرآن من تلقاء نفسي، وكل من قال شيئاً من تلقاء نفسه فقد تكلف له وقيل: معناه أن هذا الدين الذين أدعوكم إليه ليس يحتاج في معرفة صحته إلى التَّكْلِيفَات الكثيرة بل هو دين يشهد صريح القعل بصحته.

قوله: " إِنْ هُوَ " ما هو يعني القرآن " إِلاَّ ذِكْرٌ " موعظة " للعالمين " أي للخلق أجمعين " لَتَعْلَمُنَّ " جواب قسم مقدر ومعناه لَتَعْرْفُنَّ " نَبَأَهُ " أنتم يا كفار (مكة) خبر صدقه " بَعْدَ حِينٍ " قال ابن عباس وقتادة: بعد الموت، وقال عكرمة: يعني يوم القيامة، وقال الكلبي: من بقي علم ذلك إذا ظهر أمره وعلا من مات عَلِمَهُ بعد الموت. قال الحسن: ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين.

روى الثعلبي في تفسيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ " ص " أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ كُلّ جَبَلٍ سَخَّره اللَّهُ لِدَاوُدَ - عليه السلام - عشرَ حَسَناتٍ وعُصِمَ أن يصرَّ على ذنب صغيرٍ أو كبيرٍ " ، وقال أبو أُمامة عصمة الله من كل ذنب صغيرٍ أو كبيرٍ، والله أعلم( وهو الرحيم الغفور، وإليه ترجع الأمور).