الرئيسية - التفاسير


* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } * { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } أنعمنا عليهما بالنبوة { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } الذي كانوا فيه من استعباد فرعون إياهم.

(قوله: " وَنَصَرْنَاهُمْ " ) قيل: الضمير يعود على " موسى وهارون وقومهما " ، وقيل: عائد على الاثنين بلفظ الجمع تعظيماً كقوله:
4220- فَإنْ شِئْتُ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ سِوَاكُمُ   ......................
يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } [الطلاق:1].

قوله: " فَكَانُواْ هُمُ " يجوز في " هم " أن تكون تأكيداً، وأن تكون بدلاً، وأن تكون فصلاً، وهو الأظهر.

فصل

المعنى: فكانوا هم الغالبين على القِبطِ في كُلِّ الأَحْوَال، أما في أول الأمر فبظهور الحجة، وما في آخر الأمر فبالدولة والرفعة { وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } المستنير المشتمل على جميع العلوم المحتاج إليها في مصالح الدين والدنيا كما قال تعالى:إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ } [المائدة:44]. { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } دللناهما على طريق الحق عقلاً وسمعاً { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } تقدم الكلام عليه في آخر القصة.