قوله: { كَذَلك يَطْبَعُ } أي مثل ذلك الطبع يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ توحيد الله. (فإن قيل: من لا يعلم شيئاً أيّ فائدة في الإخبار عن الطبع على قلبه؟ فالجواب:) معناه أن من لا يعلم الآن فقد طبع على قلبه من قبل، ثم إنه تعالى سَلَّى نبيه عليه (الصلاة و) السلام فقال: { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } في نصرتك وإظهارك على عدوك وتبيين صدقك. قوله: { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } العامة من الاسْتِخْفَافِ - بخاء مُعْجَمَةٍ وفاءٍ - ويعقوبُ، وابنُ أبي إسحاق بحاء مهملة وقاف من الاسْتِحْقَاق. وابنُ أبي (عبلة) ويعقوبُ بتخفيف نون التوكيد والنهي من باب: لاَ أَرَينْكَ هَهُنَا. فصل المعنى ولا يَسْتَجْهِلَنَّكَ أي لا يَجْهَلَنَّكَ { ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } على الجهل واتباعهم في البغي، وقيل: لا يَسْتَحِقَّنَ رأيكَ وحِلْمَك الذين لا يؤمنون بالبعث والحساب، وهذا إشارة إلى وجوب مُدَاومَةِ النبي - عليه السلام - على الدعاء إلى الإيمان، فإنه لو سكت لَقَالَ الكافريون: إنه متقلب قابل الرأي لا ثبات له. روى أبو أمامة عن أبيِّ بْنِ كَعْبٍ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَرَأَ سُورَة الرُّومِ كان لَهُ من الأجر عشر حسناتٍ بعدد كُلّ مَلَك يُسَبِّح اللَّهُ بَيْنَ السَّمَاء والأرض وأَدْرَكَ ما صَنَعَ في يومه وليلته " رواه في تفسيره والله أعلم (وأحكم).