الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ } * { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ }

وقوله: { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ... } الآية: { يُحَادِدِ }: معناه: يخالفُ ويشاقُّ.

وقوله سبحانه: { يَحْذَرُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِم }: { يَحْذَرُ }: خبرٌ عن حال قلوبهم.

وقال الزَّجَّاج وغيره: «يحذر»: الأمْرُ، وإِن كان لفظه لفْظَ الخبر؛ كأنه قال: «لِيَحْذَرْ».

وقوله سبحانه: { قُلِ ٱسْتَهْزِءُواْ }: لفظه لفظُ الأمر، ومعناه التهديدُ، ثم أخبر سبحانه؛ أنَّه مخرجٌ لهم ما يحذَرُونه إِلى حِينِ الوجودُ، وقد فعل ذلك تَبَارَكَ وتعالى في «سورة بَرَاءَةَ»، فهي تُسمَّى «الفَاضِحَةَ»؛ لأنها فَضَحَتِ المنافقين.