الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } * { ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } * { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } * { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ } * { ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ }

وقوله: { أَوْلَىٰ لَكَ }: وعيد.

{ فَأَوْلَىٰ } وعيد ثانٍ، وكرَّر ذلك؛ تأكيداً، ومعنى { أَوْلَىٰ لَكَ } الازدجار والانتهار، والعرب تستعمل هذه الكلمة زجراً؛ ومنه فأولى لهم طاعة، " ويُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبَّبَ أَبَا جَهْلٍ يَوْماً في البَطْحَاءِ وَقَالَ لَهُ: «إنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ { أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } » " فنزل القرآن على نحوها؛ وفي شعر الخنساء: [المتقارب]
هَمَمْتُ بِنَفْسِيَ كُلَّ الْهُمُومِ   فَأَوْلَىٰ لِنَفْسِيَ أَوْلَىٰ لَهَا
وقوله تعالى: { أَيَحْسَبُ }: توبيخ و { سُدًى }: معناه: مُهْمَلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى، ثم قَرَّر تعالى أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تُؤُمِّلَتْ لَم يُنْكِرْ معها جوازَ البعث من القبور عاقلٌ، والعَلَقَةُ القطعة من الدم.

{ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ } أي: فخلق اللَّه منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة، فسواه شخصاً مستقلاً، و { ٱلزَّوْجَيْنِ }: النوعين، ثم وقف تعالى توقيفَ توبيخ بقوله: { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِىَ ٱلْمَوْتَىٰ } " رُوِيَ: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال: بَلَى " ، ورُوِيَ أَنَّه كَانَ يَقُولُ: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، بلى " انظر «سنن أبي داود».