الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً } * { فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً } * { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً }

وقوله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ... } الآية، خطابٌ للعالم لكِنِ المواجَهُونَ قريشٌ، و { شَـٰهِداً عَلَيْكُمْ } نَحْوُ قولهِ:وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [النساء:41] والوَبِيلُ: الشَّدِيدُ الرَّدَى.

وقوله تعالى: { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ } معناه: كَيْفَ تَجْعَلُونَ وِقَايةً لأنفسِكم، و { يَوْماً } مفعولٌ بـ { تَتَّقُونَ } ، وقِيلَ: هو مفعولٌ بـ { كَفَرْتُمْ } ويكونُ { كَفَرْتُمْ } بمعنى: جَحَدْتم، فـ { تَتَّقُونَ } على هذا منَ التقوى، أي: تتقونَ عذابَ اللَّهِ، ويجوزُ أن يكونَ { يَوْماً } ظرفاً والمعنى: تتقونَ عِقَابَ اللَّه يوماً، وعبارةُ الثعلبي: { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ } أي كيف تَتَحَصَّنُونَ من عذابِ يَوْمٍ يَشِيبُ فيه الطفلُ لهولِه إنْ كفرتُم، ثم ذَكَرَ نحو ما تقدم، انتهى، وحَكَى * ص *:، عن بعضِ الناسِ جَوازَ أنْ يكونَ { يَوْماً } ظرفَاً أي: فكيفَ لَكُمْ بالتقوَى في يومِ القيامَةِ إنْ كفرتم في الدنيا، * ت *: وهَذَا هُوَ مُرَادُ * ع *، قَالَ أبو حيان: و { شِيباً } مفعولٌ ثانٍ لـ { يَجْعَلُ } وهُو جَمْع أشْيَب، انتهى.