وقوله سبحانه: { وَلِتَصْغَىٰ }: معناه: لِتَمِيلَ، قال الفَخْر: والضميرُ في قوله: { وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ } ـــ يعود علَىٰ زُخْرفِ القولِ، وكذلك في قوله: { وَلِيَرْضَوْهُ } والاقترافُ: معناه الاكتساب. وقال الزجَّاج: و { ليقترفوا } ، أي: يختلقوا ويَكْذِبوا، والأول أفصحُ. انتهى. والقُرَّاء على كسر اللامِ في الثلاثةِ الأفعالِ؛ على أنها لام كَيْ معطوفة علَىٰ غُروراً و { حُكْماً } أبلغُ من حاكِمٍ؛ إذ هي صيغةٌ للعَدْلِ من الحكام، والحاكم جَارٍ على الفعل، فقَدْ يقال للجائِرِ، و { مُفَصَّلاً }: معناه: مزالُ الإشكال، والكتاب أولاً هو القرآن، وثانياً ٱسْمُ جنسٍ للتوراةِ والإنجيلِ والزبورِ والصُّحُفِ. وقوله تعالى: { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ }: تثبيتٌ ومبالغةٌ وطَعْنٌ على الممترين. قلتُ: وقد تقدَّم التنبيهُ علَىٰ أنه صلى الله عليه وسلم مَعْصُومٌ، وأنَّ الخطاب له، والمراد غيره ممَّنْ يْمُكِنُ منه الشَّكُّ. وقوله سبحانه: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً... } الآية: { تَمَّتْ }؛ في هذا الموضع: بمعنى: ٱستمرَّتْ وصحَّتْ في الأزل صدقاً وعدلاً، وليس بتمامٍ مِنْ نقصٍ، ومثله ما وقَع في كتب «السِّيرة» مِنْ قولهم: وتَمَّ حَمْزَةُ عَلَىٰ إسْلاَمِهِ، في الحديثِ مع أبي جهل، والكلماتُ: ما أنزل علَىٰ عباده، و { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ }: معناه: في معانيها.