وقوله تعالى: { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ }: يعني: اليهودَ والنصارَىٰ: { قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا }: محمد ـــ عليه السلام ـــ.
وقوله: { عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ ٱلرُّسُلِ }: أي: على انقطاعٍ من مجيئهم مدَّةً مَّا، والفَتْرةُ: سُكونٌ بعد حَرَكَةٍ؛ في الأجرام، ويستعار ذلك للمعانِي، وقد قال ـــ عليه السلام ـــ: " لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَةٌ، ولِكُلِّ شِرَةٍ فَتْرَةٌ " ، وفي الصحيح؛ أنَّ الفترةَ التي كانَتْ بَيْنَ نبيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم، وبين عيسَىٰ سِتُّمائةِ سَنَةٍ، وهذه الآية نزلَتْ بسبب قولِ اليهود: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ بَعد موسَىٰ مِنْ شَيْءٍ؛ قاله ابن عَبَّاس.
وقوله: { أَن تَقُولُواْ }: معناه: حِذَاراً أنْ تقولوا يوم القيامة: { مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ } ، وقامتِ الحُجَّة عليكم، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَيْء قَدِيرٌ }؛ فهو الهادِي والمضلُّ لا رَبَّ غيره.