أَيَا مَنْزِلاً بالدَّيْرِ أَصْبَحَ خَالِياً | | تَلاَعَبُ فِيهِ شَمْأَلٌ وَدَبُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بِيضٌ أَوانِسٌ | | وَلَمْ تَتَبَخْتَرْ في قِبَابِكَ حُورُ |
وَأَبْنَاءُ أَمْلاَكٍ غَوَاشِمُ سَادَةٌ | | صَغِيرُهُمُو عِنْدَ الأَنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبِسُوا أَدْرَاعَهُمْ فَعَوَابِس | | وَإنْ لَبِسُوا تِيجَانَهُمْ فَبُدُورُ |
عَلَىٰ أَنَّهُمْ يَوْمَ اللِّقَاءِ ضَرَاغِمٌ | | وَأَنَّهُمُو يَوْمَ النَّوَالِ بُحُورُ |
لَيَالِي هِشَامٌ بالرُّصَافَةِ قَاطِنٌ | | وَفِيكَ ٱبْنُهُ يَا دَيْرُ وَهْوَ أَمِيرُ |
إذِ الْعَيْشُ غَضٌّ وَالخِلاَفَةُ لَذَّةٌ | | وَأَنْتَ طَرُوبٌ وَالزَّمَانُ غَرِيرُ |
وَرَوْضُكَ مُرْتَادٌ وَنَوْرُكَ مُزْهِرٌ | | وَعَيْشُ بَنِي مَرْوَانَ فِيكَ نَضِيرُ |
بَلَىٰ فَسَقَاكَ الْغَيْثُ صَوْبَ سَحَائِب | | عَلَيْكَ لَهَا بَعْدَ الرَّوَاحِ بُكُورُ |
تَذَكَّرْتُ قَوْمِي فِيكُمَا فَبَكَيْتُهُمْ | | بِشَجْوٍ وَمِثْلِي بِالْبُكَاءِ جَدِيرُ |
فَعَزَّيْتُ نَفْسِي وَهْيَ نَفْسٌ إذَا جَرَىٰ | | لَهَا ذِكْرُ قَوْمِي ـــ أَنَّةٌ وَزَفِيرُ |
لَعَلَّ زَمَاناً جَارَ يَوْماً عَلَيْهِمُو | | لَهُمْ بِالَّذِي تَهْوَى النُّفُوسُ ـــ يَدُورُ |
فَيَفْرَحَ مَحْزُونٌ وَيَنْعَمَ بَائِسٌ | | وَيُطْلَقَ مِنْ ضِيقِ الوَثَاقِ أَسِيرُ |
رُوَيْدَكَ إنَّ الدَّهْرَ يَتْبَعُهُ غَدٌ | | وَإنَّ صُرُوفَ الدَّائِرَاتِ تَدُورُ |
أَلاَ إنَّما الدُّنْيَا كَأَحْلاَمِ نَائِم | | وَمَا خَيْرُ عَيْشٍ لاَ يَكُونُ بِدَائِمِ |