وقوله: { وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ } معناه: لجعلنا بدلاً منكم، أي: لو شاء اللَّهُ لَجَعَلَ بَدَلاً من بني آدم ملائكةً يسكُنُونَ الأَرْضَ، ويخلفون بني آدم فيها، وقال ابن عباس ومجاهد: يخلف بعضهم بعضاً، والضمير في قوله: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ } قال ابن عَبَّاس وغيره: الإشارة به إلى عيسى، وقالت فرقة: إلى محمد، وقال قتادة وغيره: إلى القرآن. * ت *: وَكَذَا نقل أبو حيَّان هذه الأقوالَ الثلاثة، ولو قيل: إنَّه ضميرُ الأمر والشَّأن؛ استعظاماً واستهوالاً لأَمْرِ الآخِرَةِ ما بَعُدَ، بل هو المتبادَرُ إلى الذِّهْنِ، يَدُلُّ عليه: { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا } ، واللَّه أعلم،، وقرأ ابن عباس، وجماعة: «لَعَلَمٌ» ـــ بفتح العين واللام ـــ، أي: أمارة، وقرأ عِكْرِمَةُ: «لَلْعِلْمُ» بلامين الأولى مفتوحة، وقرأ أُبيٌّ: «لَذِكْرٌ لِلسَّاعَةِ» فمن قال: إنَّ الإشارة إلى عيسى حَسَنٌ مع تأويله «عِلْم» و«عَلَم»، أي: هو إشعارٌ بالساعة، وشَرْطٌ من أَشراطها، يعني: خروجه في آخر الزمان، وكذلك مَنْ قال: الإشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي: هو آخر الأنبياء، وقد قال: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ» يعني السبابة والوُسْطَىٰ، ومَنْ قال: الإشارة إلى القرآن حَسُنَ قوله مع قراءة الجمهور، أي: يعلمكم بها وبأهوالها. وقوله: { هَـٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ }: إشارة [إلى] الشرع.