الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } * { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }

وقوله تعالى: { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِى أُوحِىَ إِلَيْكَ } أي: بما جاءك من عند اللَّه من الوحي الْمتلوِّ وغيره.

وقوله: { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ } يحتمل أَنْ يريد: وإنَّهُ لشرف في الدنيا لكَ ولِقَوْمِكَ يعني: قُرَيْشاً؛ قاله ابن عباس وغيره، ويحتمل أنْ يريد: وإنَّه لتذكرة وموعظة، فـ«القومُ» علَىٰ هذا أُمَّتُهُ بأجمعها، وهذا قول الحسن بن أبي الحسن.

وقوله: { وَسَوْفَ تُسْـئَلُونَ } قال ابن عباس وغيره: معناه: عن أوامر القرآن ونواهيه، وقال الحسن: معناه: عن شكر النعمة فيه، واللفظ يحتمل هذا كلَّه ويعمُّه.

وقوله تعالى: { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا... } الآية، قال ابن زيد، والزُّهْرِيُّ: أَما إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يَسْأَلِ الرُّسُلَ ليلةَ الإسْراءِ عن هذا؛ لأَنَّهُ كان أَثْبَتَ يقيناً مِنْ ذلك، ولم يكُنْ في شَكٍّ، وقال ابنُ عَبَّاسٍ وغيره: أراد: وَٱسْأَلْ أَتْبَاعَ مَنْ أرسلنا وحَمَلَةَ شرائعهم، وفي قراءة ابن مسعود وأُبَيٍّ: «واسْئَلِ الَّذِينَ أَرْسَلْنَا إلَيْهِمْ».

* ت *: قال عِيَاضٌ: قوله تعالى: { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ... } الآية: الخطابُ مواجهةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والمراد المشركون؛ قاله القُتَبِيُّ، ثم قال عِيَاضٌ: والمراد بهذا، الإعلامُ بأَنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ لم يأذنْ في عبادة غيره لأحد؛ رَدًّا على مُشْرِكي العرب وغيرهم في قولهم:مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَى } [الزمر:3] انتهى.