الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } * { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ }

وقوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } هذِه الآيةُ رَدٌّ عَلى العربِ الذينَ استبعدوا أن يبعثَ اللَّهُ بشراً رَسُولاً.

وقوله تعالى: { فَإِذَا جَـاء أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِىَ بِٱلْحَقِّ... } الآية، يحتمل أن يريدَ بأمر اللَّه القيامة، فتكونَ الآيةُ توَعُّداً لهم بالآخرةِ، ويحتمل أن يريدَ بأمر اللَّهِ إرسالَ رَسُولٍ وبَعْثَةَ نبيٍّ قَضَىٰ ذلكَ وأَنْفَذَهُ بِالحَقِّ؛ وخَسِرَ كُلُّ مُبْطِلٍ. * ت *: والأول أَبْيَنُ.

وقوله تعالى: { ٱللَّهُ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلاْنْعَـٰمَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا... } الآية، هذه آياتٌ فيها عِبَرٌ وتعديدُ نِعَمٍ، و { ٱلأَنْعَـٰمِ }: الأزواجُ الثمانيةُ، و { مِنْهَا } الأولَىٰ للتبعيضِ، وقال الطبري في هذه الآية: الأَنعامُ تَعُمُّ الإبلَ والبَقَرَ والغَنَمَ والخَيْلَ والبِغَالَ والحَمِيرَ، وغَيْرَ ذلك مما يُنْتَفَعُ به من البهائمِ، فـ { مِنْهَا } في الموضعين علَىٰ هذا للتَّبْعِيضِ.