وقوله تعالى: { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } استثناءٌ مُنْقَطِعٌ وهؤلاءِ المؤمنون. وقوله: { مَّعْلُومٌ } معناه: عندهُمْ. وقوله: { بَيْضَآءَ } يَحْتَملُ أَنْ يعودَ على الكأسِ، ويحتملُ أنْ يعودَ على الخَمْرِ، وهو أظهرُ قال الحسنُ: خَمْرُ الجَنَّةِ أَشَدُّ بياضاً مِنَ اللَّبَنِ، وفي قراءة ابن مسعود: «صفراء» فهذا وصفُ الخمرِ وحدَها، والغَوْلُ: اسمٌ عامٌّ في الأذى، وقال ابن عباس وغيره: الغَوْلُ: وَجَعٌ في البطْنِ، وقال قتادةُ هو صُدَاعٌ في الرَّأْسِ و { يُنزَفُونَ } من قولك: نُزِفَ الرَّجُلُ إذا سَكِرَ، وبإذْهابِ العَقْلِ فَسَّره ابن عباس، وقرأ حمزة والكسائي «يُنْزِفُونَ» بكسرِ الزاي من «أتْرَفَ» وله معنيان. [أحدهما: سَكِر. والثاني: نَفِدَ شَرَابُه. وهذا كله مَنْفِيٌّ عَنْ أهلِ الجنَّةِ. و { قَـٰصِرٰتُ ٱلطَّرْفِ } قال ابن عباس وغيره معناه على أزواجهن، أي: لا ينظُرْنَ إلى غيرهم، و { عِينٌ }: جَمْعُ «عَيْنَاءَ»، وهي الكَبِيرةُ العَيْنينِ في جَمَالٍ.