الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } * { وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } * { بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابِ ٱلأَلِيمِ } * { وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

وقوله سبحانه: { إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ... } الآية، قُلْتُ: جاء في فضل «لاَ إلٰهَ إلاَّ اللَّهُ» أحاديثُ كثيرةٌ؛ فمنها ما رواه أبو سعيدٍ الخُدْرِيُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " قَالَ مُوسَىٰ: يَا رَبِّ؛ علِّمْنِي شَيْئاً أَذْكُرُكَ بِهِ، وأدْعُوكَ بِهِ، قال: قُلْ، يَا مُوسَى: «لاَ إلٰهَ إلاَّ اللَّهُ» قال: يَا رَبِّ، كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا، قَالَ: قُلْ: «لاَ إلٰهَ إلاَّ اللَّهُ» قَالَ: إنَّمَا أُرِيدُ شَيْئاً تَخُصُّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَىٰ، لَوْ أَنَّ السَّمٰوَاتِ السَّبْعَ والأَرْضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، و«لاَ إلٰهَ إلاَّ اللَّهُ» في كِفَّةٍ ـــ مَالَتْ بِهِنَّ «لاَ إلٰهَ إلاَّ اللَّهُ» " ـــ رواه النسائي وابن حِبَّانَ في «صحيحه»، واللفظ لابن حِبَّان، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: " وقول لاَ إلٰهَ إلاَّ اللَّهُ لاَ تَتْرُكُ ذَنْبَاً وَلاَ يُشْبِهُهَا عَمَلٌ " ، رواه الحاكم في «المُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ» وقال صحيح الإسنَاد، انتهى منَ «السِّلاح»، والطائفةُ التي قالَتْ: { أَئِنَّا لَتَارِكُواْ ءالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } هي قريشٌ وإشارتهم بالشاعر إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بقوله: { بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ } الذينَ تَقَدَّمُوهُ، ثم أَخْبَرَ تعالَىٰ مخاطباً لهم بقوله: { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمِ } الآية.