الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } * { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } * { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } * { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ } * { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }

وقوله تعالى: { لّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً } أي: حيَّ القَلْبِ والبَصِيرَةِ، ولم يكن مَيِّتاً لكُفْرِهِ؛ وهذه استعارةٌ، قال الضحاك: { مَن كَانَ حَيّاً } معناه: عاقِلاً، { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } معناه: يُحَتَّمَ العذابُ ويَجِبَ الخُلُودُ.

وقوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا } الآيةُ. مخاطَبةٌ لقريشٍ أيضاً.

وقوله: { أَيْدِينَا } عبارةٌ عَنِ القُدْرةِ، واللَّه تعالى مُنَزَّهٌ عَنِ الجارِحَةِ.

وقوله تعالى: { فَهُمْ لَهَا مَـٰلِكُونَ } تنبيهٌ على النِعْمَةِ.

وقوله: { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مٌّحْضَرُونَ } أي: يُحْضَرُونَ لهُمْ في الآخِرةِ عَلَىٰ معنى التوبيخِ والنِّقْمةِ، وسَمَّى الأصْنَامَ جُنْداً؛ إذْ هُمْ عُدَّةٌ للنِّقْمَة من الكفرة، ثم أنَّسَ اللَّهُ نبيَّه ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ بقوله: { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } وَتَوَعَّدَ الكَفَرَةَ بقوله: { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }.