الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ }

وقوله تعالى: { أَوَلَمْ يَهْدِ } معناه يُبَيِّنْ؛ قاله ابن عباس، والفاعل بـ { يَهْدِ } هو اللّه؛ في قول فرقة، والرسولُ؛ في قول فرقة، وقرأ أبو عبد الرحمن: «نهد» ـــ بالنون ـــ وهي قراءة الحَسَنْ وقتادة، فالفاعلُ اللّهُ تعالى، والضميرُ في { يَمْشُونَ } يُحْتَمَلُ أن يكونَ للمخاطَبِينَ أو للمُهْلَكِينَ، و { ٱلْجُرُزِ }: الأرض العاطِشَةُ التي قد أكلت نباتها من العطشِ والقيظِ؛ ومنه قيل للأكول جَرُوزٌ. وقال ابن عباس وغيره: { ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ }: أرض أبين من اليمن وهي أرض تشرب بسيولٍ لا بِمَطَرٍ، وفي «البخاري»: وقال ابن عباس: { ٱلْجُرُزِ }: التي لم تُمْطَرْ إلا مَطَراً لاَ يُغْنِي عنها شَيْئاً. انتهى.

ثم حكى سبحانه عن الكفرةِ أنهم يَسْتَفْتِحُونَ؛ ويستعجلون فَصْلَ القضاءِ بينهم وبين الرُّسُلِ على معنى الهُزْءِ.والتكذيب، و { الفتحُ }: الحُكْمُ، هذا قول جماعةٍ من المفسرينَ، وهو أقوى الأقوال.

قال مجاهد و { ٱلْفَتْحِ } هنا هو حُكْم الآخرة. ثم أمر تعالى نبيه عليه السلام بالإعراض عن الكفرةِ وانْتِظَار الفَرَجِ، وهذا مما نَسَخَتْه آية السَّيْفِ.

وقولُه: { إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ } أي: العذابَ بمعنى هذا حُكْمُهُمْ وإن كانوا لا يَشْعُرونَ.