الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

وقوله تعالى: { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } أم: معادلةٌ للهمزة؛ في قوله:أَحَسِبَ } [العنكبوت:2] وكأنه تعالى قرر الفريقين: قرر المؤمنين على ظنهم أنهم لا يُفْتَنُوْنَ، وقرر الكافرين الذين يعملون السيئاتِ؛ في تعذيب المؤمنين؛ وغير ذلك على ظنهم؛ أنهم يسبقون عقابَ اللّه تعالى؛ ويعجزونه، ثم الآيةُ بَعْدَ تَعُمّ كلّ عاصٍ، وعاملٍ سيئةٍ من المسلمين؛ وغيرهم، وفي الآية وعيد شديد للكفرة الفاتنين، وفي قوله تعالى: { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ٱللَّهِ } تثبيت للمؤمنين، وباقي الآية بَيِّنٌ، واللّه الموفق.

وقال * ص *: قول * ع *: أم: معادِلة للألْفِ في قوله: { أحَسِبَ } يقتضي أنها هنا متصلة؛ وليس كذلك؛ بل «أم» هنا: منقطعةٌ مقدرة بـ «بل»؛ للإضراب، بمعنى: الانتقال؛ لا بمعنى الإبطال، وهمزة الاستفهام؛ للتقرير والتوبيخ؛ فلا تقتضي جواباً، انتهى.

وقوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سيئاتهم }. إخبار عن المؤْمنين المهاجرين الذين هم في أعلى رتبة من الْبِدَارِ إلى اللّه تعالى؛ نوه بهم ـــ عز وجل ـــ وبحالهم؛ ليقيم نفوس المتخلفين عن الهجرة؛ وهم الذين فتنهم الكفار.

{ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ } ، أي: ثواب أحسن الذي كانوا يعملون.