الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } * { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ }

وقوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ... } الآية، هذه الحالةُ هي على ما يظهر مع الأحيان من إحياءِ الأرض، والنبات؛ وإعادته؛ ونحو ذلك مما هو دليل على البعث من القبور، ثم أمر تعالى نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم، ويحتملُ أن يكون إبراهيم عليه السلام بأن يأمرهم على جهة الاحتجاج, بالسير في الأرضِ، والنظر في أقطارها، و { ٱلنَّشْأَةَ ٱلأَخِرَةَ }: نشأةُ القيام من القبور.

وقوله تعالى: { وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَاءِ... } الآية، قال ابن زيد: لا يعجزه أهلُ الأرض في الأرض، ولا أهلُ السَّمَاءِ في السماء؛ إن عصوه. وقيل: معناه: ولا في السماء لو كنتم فيها. وقيل: المعنى: ليس للبشر حيلةٌ إلى صعودٍ أو نزول؛ يفلتون بها. قال قتادة: ذَمَّ اللّه قوماً هانوا عليه؛ فقال: { أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي... } الآية.

قال * ع *: وما تَقَدَّمَ من قوله: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ... } إلى هذه الآيةِ المستأَنفةِ؛ يُحْتَمَلُ أَن يكونَ خطاباً لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ويكون ٱعتراضاً في قصَّة إبراهيم عليه السلام، ويحتمل أن يكونَ خطاباً لإبراهيم عليه السلام؛ ومجاورة لقومه؛ وعند آخر ذلك ذكر جواب قومه.

وقوله تعالى: { فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ } أي بأن جعلها برداً وسلاماً.

قال كعب الأحبار ـــ رضي اللّه عنه ـــ: ولم تحرقِ النارُ إلا الحبلَ الذي أوثقوه به؛ وجعل سبحانه ذلك آية، وعبرةً، ودليلاً على توحيده لِمن شرح صدره؛ ويسره للإيمان. ثم ذكر تعالى أن إبراهيم ـــ عليه السلام ـــ قررهم على أنَّ اتخاذَهم الأوثانَ؛ إنما كان اتباعاً من بعضهم لبعضٍ؛ وحفظاً لمودتهم الدنيوية؛ وأنهم يوم القيامة يَجْحَدُ بعضُهم بعضاً، ويتَلاَعَنُون؛ لأن توادَّهم كان على غير تقوى،ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67].