فإنْ أرَدْتَ أَيُّهَا الأخ؛ أن تكونَ من الأَبرَارِ فعليكَ بالقيامِ في الأَسْحَارِ، وقد نقل صاحبُ «الكوكب الدري» عن البزار؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أَتَدْرُونَ مَا قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ لِسُلَيْمَانَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ: يَا بُنَيَّ، لاَ تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ؛ فَإنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ، يَدَعُ الرَّجُلُ فَقِيراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، انتهى. وابتغاء الفضل: هو بالمَشي والتصرُّفِ. وقوله تعالى: { وَنَزَعْنَا مِن كُلّ أُمَّةٍ شَهِيداً } أي: عُدُوْلَ الأممِ وأخيارَهَا، فيشهدوْنَ على الأمم بخيرِها وشرِّها، فيحقُّ العذابُ عَلى مَنْ شُهِدَ عليه بالكُفْرِ، وقيل له: على جهة الإعذار في المحاورة: { هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ } ومن هذه الآيةِ، انْتُزِعَ قولُ القاضِي عند إرادة الحكم: أَبَقِيَتْ لك حجة.