وقوله سبحانه { وَيَوْمَ يُنَـٰدِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } هذا النداءُ أيضاً للكفَّارِ، و { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَآءُ }: معناه أَظْلَمَتْ عليهم جهاتُها. وقوله: { فَهُمْ لاَ يَتَسَاءَلُونَ } معناه، في قول مجاهد: لاَ يَتَساءلون بالأرحامِ ويحتملُ أنْ يرِيدَ أنهم لا يتَساءلون عن الأبناء، ليقين جَميعهِم أنه لا حُجَّةَ لَهُمْ. وقوله سبحانه: { فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ }. قال كثير من العلماءِ: «عسى» من اللّه واجبة. قال * ع *: وهذا ظَنُّ حَسَنٌ باللّهِ تعالى يُشْبِهُ كَرَمَه وفَضْلَه سبحَانه، واللازِمُ مِنْ «عسى»: أنها تَرْجِيَة لاَ وَاجِبَة، وفي كتاب اللّه تعالى:{ عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ } [التحريم:5]. * ت *: ومعنى الوجوبِ هنا: الوقوعُ. وقوله سبحانه: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ } ، قِيلَ: سَبَبُها، قولُ قريش:{ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف:31]. ونحوُ ذلك من قولهم؛ فَرَدَّ اللّهُ عليهم بهذه الآيةِ، وجماعة المفسرين: أن «ما» نافيةٌ، أي: ليس لهم الخِيرَةُ، وذهبَ الطبريُّ إلى أن { ما } مفعولة بـ { يَخْتَار } أي: ويختارُ الذي لَهُمْ فيه الخِيَرةُ، وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " مِن سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللّهَ، وَمِنْ شَقَاوَتِهِ تَرْكُهُ " رواه الحاكم في «المستدرك»؛ وقالَ: صحيحُ الإسنادِ، انتهى من «السلاح». وباقي الآية بَيِّنٌ. والسَّرْمَدُ مِنَ الأَشْيَاءِ: الدَّائِمُ الذي لا ينقطعُ.