{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً } أي: فارِغاً من كلِّ شيء إلا من ذكر موسَى. قاله ابن عباس. قال مالك: هو ذَهَابُ العَقْلِ، وقالت فرقة: { فَارِغاً } من الصبر. وقوله تعالى: { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } أي: أَمرِ ابْنِهَا، ورُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: كادتْ أُمُّ مُوسَى أن تَقُول: «وٱبْنَاهُ وَتَخْرُجَ سَائِحَةً عَلَى وَجْهِهَا». والرَّبْطُ على القلبِ: تأنيسُه وتقويَتُه، { وَلِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: من المُصَدِّقين بوعدِ اللّهِ سبحانه وما أوحي إليها به، و { عَن جُنُبٍ } أي: ناحيةٍ، فمعنى { عَن جُنُبٍ }: عن بُعْد لَمْ تَدنُ مِنْهُ فَيُشْعَرَ لها. وقوله: { وَهُم لاَ يَشْعُرُونَ } معناه: أنها أختُه، ووعدُ اللّه المسارُ إليه هو الذي أوحاه إليها أولاً، إمَّا بمَلَكٍ أو بمَنَامَةٍ، حسْبَمَا تَقَدَّمَ، والقَوْلُ بالإلْهَامِ ضَعِيفٌ أن يقالَ فيه وعدٌ. وقوله: { أَكْثَرَهُمْ } يريد به القِبْطَ، والأَشُدُّ: شِدةُ البَدَن واستحكام أمره وقوتِه، و { ٱسْتَوَىٰ } معناه: تَكَامَلَ عَقْلُه، وذلك عند الجمهور مع الأربعين. والحكمُ: الحِكْمَةُ، والعلمُ: المَعرِفَةُ بشرعِ إبراهيمَ عليه السلام.