وقوله تعالى: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ... } الآيات تنبيه لكفار قريشٍ، وَتَوَعَّدٌ أَنْ يَحِلَّ بِهِم ما حَلَّ بهؤلاء المُعَذَّبين؛ قال قتادة: أصحاب الرَّسِّ، وأَصحابُ الأيْكَةِ: قومانِ أُرْسِلَ إليهِما شُعَيْبٌ، وقاله وهب بن منبه، وقيل غير هذا.
وقوله تعالى: { وَقُرُوناً بَيْنَ ذٰلِكَ كَثِيراً } إبهام لاَ يَعْلَمُ حقيقتَه إلاَّ اللّهُ عز وجل، والتَّبَارُ: الهلاك، والقرية التي أُمْطِرَت مَطَرَ السوء هي: «سدُوم» مدينة قوم لوط، وما لم نذكر تفسيره قد تقدم بيانه للفاهم المتيقظ، ثم ذكر سبحانه أَنَّهُم إذا رأوا محمداً عليه السلام قالوا على جهة الاستهزاء: { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً }.
قال * ص *: { إِن يَتَّخِذُونَكَ } إنْ نافية، جوابُ «إذا»، انتهى، ثم أنس اللّه تعالى نَبِيَّه بقوله: { أَرَءَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ... } الآية, المعنى: لا تتأسف عليهم ومعنى { ٱتَّخَذَ إلٰهَهُ هَوَٰهُ } أي: جعل هواه مطاع فصار كالإِلٰه { إِنْ هُمْ إِلاَّ كَٱلأَنْعَٰمِ } أي: بل هم كالأنعام.
قلت: وعبارة الواحدي: { إِن هُم } أي: ما هم إلاَّ كالأنعام، انتهى.