الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً } * { مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً } * { خَالِدِينَ فِيهِ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً } * { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } * { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً }

وقوله سبحانه: { كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ } مخاطبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أي كما قصصنا عليك نبأ بني إسرائيل، كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق مُدّتك، والذِّكْر: القُرْآن.

وقوله: { مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ } يريد بالكُفْر بهِ، و { زُرْقاً } قالت فرقةٌ معناه: يُحْشرونَ أول قيامهم سودَ الألوَانِ، زُرْقَ العُيونِ، فهو تَشْوِيه، ثم يعمون بعد ذلك، وهي مواطن.

وقالت فرقةٌ: أراد زرق الألوان، وهي غايةٌ في التشويه، لأنهم يَجِيئُون كلَوْن الرماد، و مهيع في كلام العرب أن يسمى هذا اللون أزرق: { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إنْ لَبِثْتُمْ إلاَّ عَشْراً } أيْ: يتخافت المجرمون بينهم، أي: يتسارون، والمعنى: أنهم لهول المطلع وشِدّة ذهاب أذهانهم، قد عزب عنهم قَدْر مُدّة لبثهم.

واختلف الناسُ في ماذا، فقالتْ فرقةٌ في دار الدنيا، ومُدّة العمر، وقالت فرقةٌ في الأرضِ مدة البَرْزَخِ.

و { أمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً } معناه: أثبتهم نفساً يقول: إن لبثتم إلاَّ يوماً، أي: فهم في هذه المقالة يظنون أن هذا قَدْرَ لبثهم.