الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } * { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ }

وقوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ... } الآية: هذه الآية محكمةٌ في الذين وَافَوْا علَىٰ كفرهم، واختلف في معنى قوله: { وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ }: والكُفَّار لا يلعنُون أنفسهم.

فقال قتادة، والربيع: المراد بـــ { ٱلنَّاسِ }: المؤمنون خاصَّة، وقال أبو العالية: معنى ذلك في الآخرة.

وقوله: { خَـٰلِدِينَ فِيهَا } ، أي: في اللعنة، وقيل: في النار، وعاد الضمير علَيْها، وإِن لم يَجْرِ لها ذكر؛ لثبوتها في المعنى.

{ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } ، أي: لا يُؤَخَّرون عن العذاب، ويحتمل أن يكون من النَّظَر؛ نحو قوله تعالَىٰ:وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } [آل عمران:77] والأول أظهر؛ لأن النظر بالعين إنما يعدَّى بـــ «إلَىٰ» إلا شاذًّا في الشعر.