الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }

وقوله تعالى: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ... } الآيةَ: المُلْك السلطانُ، ونفوذُ الأمرِ، والإِرادةِ، وجَمْع الضمير في { لَكُمْ } دالٌ علَىٰ أن المراد بخطاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم خطابُ أمته.

وقوله تعالى: { أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْـئَلُواْ رَسُولَكُمْ... } الآيةَ: قال أبو العالية: " إِن هذه الآية نزلَتْ حين قال بعض الصحابة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْتَ ذُنُوبَنَا جَرَتْ مَجْرَىٰ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي تَعْجِيلِ العُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ خَيْراً مِمَّا أَعْطَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ» " ، وتَلاَ:وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً } [النساء:110]، وقال ابنُ عَبَّاس: سَبَبُهَا أنَّ رافعَ بْنَ حُرَيْمِلَةَ اليهوديَّ سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم تفجيرَ عُيونٍ، وغير ذلك، وقيل غير هذا، وما سئل موسَىٰ - عليه السلام - هو أَنْ يرى اللَّه جهرةً.

وكنى عن الإِعراض عن الإِيمان والإِقبال على الكفر بالتبدُّل، و { ضَلَّ }: أخطأ الطريق، والسواء مِنْ كل شيءٍ الوسَطُ، والمعظَمُ؛ ومنه: { فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } وقال حَسَّانُ بنُ ثابتٍ في رثاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم [الكامل]:
يَا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ وَرَهْطِه   بَعْدَ المُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ المُلْحَدِ
والسبيلُ: عبارة عن الشريعة التي أنزلها اللَّه تعالَىٰ لعباده.