وقوله سبحانه: { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } أَيْ: هذه الأَشياء التي سمّى أنه يُؤْتَاها في الآخرة، يرث اللّهُ ماله منها في الدنيا؛ بإهلاكه، وتَرْكِه لها، فالوراثة مستعارةٌ. وقال النحاسُ: { نَرِثُهُ مَا يَقُولُ } معناه: نحفظه عليه؛ لنعاقبه به؛ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ " أي: حفظة ما قالوا. قال * ع *: فكأَنَّ هذا المجرمُ يورث هذه المقالة. وقوله: { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } معناه: يجدونهم خِلاَف ما كانوا أمّلُوه في مَعْبُودَاتِهم؛ فَيَؤولُ ذلك بهم إلى ذِلَّة، وضِدِّ ما أملوه من العِزّ، وغيره، وهذه صفة عامة. و { تَؤُزُّهُمْ } معناهُ: تُقْلِقُهم وتحرِّكُهم إلى الكفر والضلالِ. قال قتادةُ: تزعِجُهم إزْعاجاً، وقال ابنُ زيد: تُشْلِيهم إشْلاَءً، ومنه: أَزِيزُ القِدر، وهو غَلَيَانُه وحَرَكَتُه؛ ومنه الحديثُ: " أَتَيْتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، وهُو يَبْكِي، ولِصَدْرِهِ أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَلِ ". * ت *: هذا الحديثُ خرَّجه مسلمٌ، وأَبُو دَاوُدَ عن مُطَرِّف عن أَبِيه. وقال العِرَاقِيّ: { تَؤُزُّهُمْ } أيْ: تدفعهم: انتهى.