وقوله سبحانه: { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَـٰتِنَا } هو العَاصِي بْنِ وَائِل السَّهْمِيُّ؛ قاله جمهورُ المفسرين، وكان خبره أَنْ خَبَّابَ بْنَ الأَرَتّ كان قَيْناً في الجاهلية، فعمل له عملاً، واجتمع له عنده دَيْن؛ فجاءه يَتَقاضَاهُ، فقال له العاصِي: لا أقضيك حتَّى تكفُرَ بمحمدٍ، فقال خَبَّابٌ: لا أكفرُ بمحمّدٍ حتى يُميتَكَ اللّهُ، ثم يبعثك؛ فقال العاصي: أَوَ مبعُوثٌ أنا بعد الموت؟! فقال: نعم، فقال: فإنه إذَا كان ذلك، فسيكُونُ لِي مَالٌ، ووَلَدٌ، وعند ذلك أَقضيكَ دَيْنَكَ؛ فنزلت الآيةُ في ذلك. وقال الحسنُ: نزلتْ في الْوَلِيدِ بنِ المُغِيرة. قال: * ع *: وقد كانت لِلْوَلِيدِ أَيْضاً، أَقْوَالٌ تشبه هذا الغرض. * ت *: إلاَّ أَنَّ المسند الصحيح في «البخاري» هو الأَول. وقولُه: { أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } معناه بالأَيْمان، والأَعْمال الصالحات. { وكَلاَّ } زَجْرٌ، وردٌّ، وهذا المعنى لاَزِمٌ لـ «كَلاَّ»، ثم أَخبر سبحانه: أَن قولَ هذا الكافر سَيُكْتب علىٰ معنى حِفْظه عليه، ومعاقبته وبه ومدّ العذاب؛ هو إطالتُه وتَعْظِيمه.