الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } * { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }

وقوله تعالى: { ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } المعنى: قل يا محمدُ، لمعاصريكَ من اليَهُود والنَّصَارَى ذلك الذي هذه قِصَّته؛ عيسى ٱبْنُ مريم.

وقرأَ نافعٌ، وعَامّةُ الناس: «قَوْلُ الحَقِّ» برفع القول؛ على معنى هذا هو قول الحق.

وقرأ عاصمٌ، وابنُ عَامِرٍ: «قولَ الحقِّ» بنصب اللام؛ على المصدر.

وقوله: { إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ... } الآية، هذا من تمام القول الّذي أمِر به محمد صلى الله عليه وسلم: أَن يقولَه، ويحتمل أنْ يكون من قول عِيسَىٰ عليه السلام ويكون قوله: «أَنَّ» بفتح الهمزة، عطفاً على قوله: «الكتاب».

وقد قال وَهْبُ بنُ مُنَبِّه: عهد عيسى إليهم: أَن اللّه ربي وربُّكُمْ.

* ت *: وما ذكره وَهْبُ مصرح به في القرآن، ففي آخر المائدة:مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ... } الآية. [المائدة:117]. وامتراؤهم في عِيسَىٰ هو اختلافهم؛ فيقول بعضُهم: لَزَنْيَةٌ، وهم اليهُود، ويقول بعضُهم: هو اللّهُ؛ تعالى اللّهُ عن قولهم عُلُوّاً كبيراً، فهذا هو امتراؤُهم، وسيأتِي شرحُ ذلك بإثْرِ هذا.