وقوله سبحانه: { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ... } الآية: وبحسب العَجْز عن عدِّ نعم اللَّه تعالى يلزمُ أنْ يكون الشاكرُ لها مقصِّراً عن بعْضها؛ فلذلك قال عزَّ وجلَّ: { لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، أي: عن تقصيركُمْ في الشكْر عن جميعها؛ نحا هذا المنحَى الطبريُّ؛ ويَرِدُ عليه أن نعمةَ اللَّهِ في قولِ العبدِ: «الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ»، مع شرطها من النيَّة والطاعةِ يوازي جميعَ النِّعَمَ، ولكنْ أين قولها بشُرُوطها، والمخاطَبةُ بقوله: { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ }. عامَّةٌ لجميع الناس. { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ }؛ أي: تدعونهم آلهةً، و { أَمْوَاتٌ }: يراد به الذين يَدْعُونَ مِنْ دونِ اللَّهِ، ورفع { أَمْوَاتٌ }؛ على أنه خبر مبتدإٍ مضمرٍ، تقديره: هم أمواتٌ، وقوله: { غَيْرُ أَحْيَاءٍ }: أي: لم يقبلوا حياةً قطُّ، ولا ٱتصفوا بها، وقوله سبحانه: { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }: أي: وما يشعر الكُفَّار متَى يبعثون إِلى التعذيب.