الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } * { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } * { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } * { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ } * { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ }

وقوله سبحانه: { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ... } الآية: هذا ابتداءُ قصصٍ بعدَ ٱنصرامِ الغرضِ الأول، و«الضيف»: مصدرٌ وصف به، فهو للواحدِ وٱلاثنينِ والجمعِ، والمذكَر والمؤنَّث؛ بلفظٍ واحدٍ، وقوله: { إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ } ، أي: فزعون، وَإِنما وَجِلَ منهم؛ لما قَدَّم إِليهم العجْلَ الحنيذ، فلم يرهم يأكُلُون، وكانَتْ عندهم العلامة المُؤَمِّنة أكْلَ الطعام؛ وكذلك هو في غابِرِ الدهْرِ أمْنَةً للنازلِ، والمنزولِ به.

وقوله: { أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ } ، أي: في حالةٍ قد مسَّني فيها الكِبَر، وقول إِبراهيم عليه السلام: { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ }: تقرير على جهة التعجُّب وٱلاستبعاد، لكبرهما، أو على جهةَ ٱلاحتقار وقلَّة المبالاة بالمَسَرَّات الدنيويَّة، لمضيِّ العمر، وٱستيلاءِ الكِبَر، وقولُهم: { بَشَّرْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ }: فيه شدَّة مَّا، أي: أبشرْ بما بُشِّرْتَ به، ولا تكُنْ من القانِطِينَ، والقنوطُ: أتمُّ اليأس.