الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ }

وقوله سبحانه: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ... } الآية، هذه الآيةُ طَعْنٌ وردٌّ على المستغربين أمْرَ محمَّد صلى الله عليه وسلم، وباقي الآية بيِّن.

وقوله سبحانه لموسَى: { وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ ٱللَّهِ }: أي: عظْهم بالتهديدِ بِنِقَمِ اللَّهِ التي أحلَّها بالأمم الكَافرة قَبْلهم، وبالتَّعْديدِ لنعمه علَيْهم، وعَبَّرَ عن النعم وَالنِّقَمِ بـ «الأَيَّامِ»؛ إِذ هي في أيامٍ، وفي هذه العبارةِ تعظيمُ هذه الكوائنِ المذكَّر بها، وفي الحديثِ الصحيحِ: «بَيْنَمَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ أيَّامَ اللَّهِ...» الحديث، في قصة موسَى مع الخَضِرِ.

قال عياضٌ في «الإِكمال»: { أَيَّامِ ٱللَّهِ }: نَعْمَاؤه وبلاؤه، انتهى. وقال الداوودي: وعن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " { وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ ٱللَّهِ }: قال: بِنِعَمِ اللَّهِ " وعن قتادة: { لأَيَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }: قال: نعْمَ، واللَّهِ، العبدُ إِذا ٱبْتُلِيَ صَبَرَ، وإِذا أُعْطِيَ شَكَرَ. انتهى.

وقال ابنُ العربيِّ في «أَحكامه»: وفي { أَيَّامِ ٱللَّهِ } قولان: أحدهما: نعمه. والثاني: نقمه. انتهى.