الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ }

وقولهُ عزَّ وجلَّ: { الۤر تِلْكَ آيَٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ } { ٱلْكِتَـٰبِ }؛ هنا القرآن، ووصفه بـــ { ٱلْمُبِينِ } من جهة بيان أحكامه وحَلاَله وحرامِهِ ومَواعِظِهِ وهُدَاهُ ونُوره، ومِنْ جهة بيانِ اللسانِ العربيِّ وجودَتِهِ، والضميرُ في { أَنزَلْنَـٰهُ }: للكتاب، و { قُرْآناً } حالٌ، و { عَرَبِيّاً }: صفةٌ له، وقيل: { قُرْآناً }: توطئةٌ للحال، و { عَرَبِيّاً } حالٌ.

وقوله سبحانه: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ... } الآية: روى ابن مسعودٍ، أنَّ أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم مَلُّوا مَلَّةً، فقالوا: لَوْ قَصَصْتَ علينا، يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَنَزَلَتْ هذه الآيةُ، ثم مَلُّوا ملَّةً أخْرَى، فقالوا: لَوْ حَدَّثْتَنَا، يَا رَسُولَ اللَّه، فنزلَتِ:ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَـٰباً مُّتَشَـٰبِهاً } [الزمر:23] { وٱلْقَصَصُ }: الإخبار بما جَرَى من الأمور.

وقوله: { بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ }: أي: بوحينا إِليك هذا، و { ٱلْقُرْآنَ }: نعت لـــ «هذا» ويجوز فيه البَدَلُ، والضمير في «قبله»: للقصص العامِّ؛ لما في جميع القرآن منه، و { مِنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ } ، أي: عن معرفة هذا القصص، وعبارةُ المَهْدَوِيِّ: قال قتادة: أي: نقصُّ عليك من الكُتُب الماضيةِ، وأخبارِ الأممِ السالفةِ أحْسَنَ القصص؛ بوحينا إِليك هذا القرآن، { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ } عنْ أخبار الأمم، انتهى.