وقوله سبحانه: { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً... } الآية: حَكَمَ عليهم سبحانه بهذا؛ لموافاتهم على الكُفْر، ولا يُلْعَنُ معيَّنٌ حُيٌّ: لا مِنْ كافرٍ، ولا من فاسقٍ، ولا من بهيمةٍ، كلُّ ذلك مكروهٌ بالأحاديث. * ت *: وتعبيره بالكراهَةِ، لعلَّه يريد التحريمَ، { وَيَوْمَ }: ظَرفٌ، ومعناه: إِن اللعنة علَيْهم في الدُّنيا، وفي يوم القيامة، ثم ذكَر العلَّة الموجِبَةَ لذلك، وهي كُفْرهم بربهم، وباقي الآية بيِّن. وقوله عز وجل: { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحًا... } الآية: التقديرُ: وأرسلنا إِلى ثمودَ و { أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ }: أي: ٱخترعَكُمْ، وأوْجَدكم، وذلك بٱختراع آدم عليه. وقال * ص *: { مِّنَ ٱلأَرْضِ }: لابتداءِ الغاية بٱعتبار الأصلِ المتولَّدِ منه النباتُ المتولَّدُ منه الغذاءُ المتولَّدُ منه المَنِيُّ ودَمُ الطَّمْثِ المتولَّدُ عنه الإِنسان. انتهى. وقد نقل * ع *: في غير هذا الموضع نَحْوَ هذا، ثم أشار إِلى مرجوحيَّته، وأَنَّه داعٍ إِلى القول بالتولُّد، قال ابنُ العَرَبِيِّ في «أحكامه»: قوله تعالى: { وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا }: أي: خَلَقَكم لعمارتها، ولا يصحُّ أنْ يقال: هو طَلَبٌ من اللَّه لعمارتها؛ كما زعم بعضُ الشَّافعيَّة. * ت *: والمفهومُ من الآية أنَّها سيقَتْ مساق ٱلامتنان عليهم. انتهى. وقولهم: { يَٰصَـٰلِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـٰذَا } ، قال جمهور المفسِّرين: معناه: مسوَّداً نؤمِّل فيك أنْ تكون سيِّداً سادًّا مسدَّ الأكابِرِ، وقولهم: { وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ } ، معنى: { مُرِيبٍ }: مُلْبِس متهم، وقوله: { أَرَءَيْتُمْ }: أي: أتدبرتم، فالرؤية قلبيَّةٌ، و { آتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } ، يريد: النبوَّة وما ٱنْضَافَ إِليها. وقال * ص *: قد تقرَّر في { أَرَءَيْتُمْ }؛ أنها بمعنى أخبروني. انتهى. والـــ { تَخْسِيرٍ } هو من الخسَارَةِ، وليس التخْسِيرُ في هذه الآية إِلا لهم، وفي حَيِّزِهم، وهذا كما تقولُ لمن تُوصِيهِ: أَنا أريدُ بكَ خَيْراً، وأَنْتَ تريدُ بي شَرًّا. وقال * ص *: { غَيْرَ تَخْسِيرٍ }: من خَسِرَ، وهو هنا للنسبيَّةِ كـــ «فَسَّقْتُهُ وَفَجَّرْتُهُ»؛ إِذا نسبتَهُ إِليهما. * ت *: ونقل الثعلبيّ عن الحسيْنِ بْنِ الفَضْل، قال: لم يكُنْ صَالِحٌ في خسارةٍ، حين قال: { فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } ، وإِنما المعنى: ما تزيدُونَني بما تقولُونَ إِلاَّ نسبتي إِياكم للخَسَارة، وهو مِنْ قول العرب: فَسَّقْتُهُ وَفَجَّرْتُهُ؛ إِذا نسبته إِلى الفسوق والْفُجور. انتهى. وهو حسنٌ. وباقي الآية بيِّن قد تقدَّم الكلامُ في قصصها.