الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْقَارِعَةُ } * { مَا ٱلْقَارِعَةُ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } * { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } * { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } * { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } * { نَارٌ حَامِيَةٌ }

قَال الجُمْهُورُ: { ٱلْقَارِعَةُ } القيامةُ نَفْسُها، والفَرَاشُ: الطيرُ الذي يَتَسَاقَطُ في النارِ؛ ولا يَزَال يتقحمُ على المصباحِ، وقال الفَرَّاءُ: هو صَغِيرُ الجَرَادِ الذي ينتشر في الأرضِ والهواءِ، وفي البخاريّ: { كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ }: كَغْوَغَاءِ الجَرَادِ يركبُ بعضُه بعضاً؛ كذلكَ الناسُ يومئِذٍ؛ يجولُ بعضُهم في بعض، انتهى، و { ٱلْمَبْثُوثِ } هنا معناه: المتفرِّقُ جمعُه؛ وجملتُه مَوْجودةٌ متصلةٌ، والعِهْنُ هو: الصوفُ والنَّفْشُ خَلْخَلَةُ الأَجْزَاءِ وتفريقُها عَن تَرَاصِيها.

وقوله تعالى: { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } قال كثير من المفسرين: المرادُ بالأُمِّ نَفْسُ الهَاوِيَةِ، وهذا كما يقال للأَرْضِ أم الناس؛ لأنها تُؤوِيهِمْ، وقال أبو صالح وغيره: المُرَادُ أُم رأْسِه؛ لأَنَّهُمْ يَهْوُونَ عَلى رُؤوسِهم؛ وَرَوى المبرِّدُ " أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: قَالَ لرَجُلٍ: لاَ أُمَّ لَكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَدْعُوني إلَى الهُدَىٰ وَتَقُولُ: لاَ أُمَّ لَكَ، فَقَالَ ـــ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـــ: إنَّما أَرَدْتُ لاَ نَارَ لَكَ، قال اللَّهُ تعالى: { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } ".