الرئيسية - التفاسير


* تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوري (ت 728 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } * { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } * { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } * { كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } * { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } * { كِرَاماً كَاتِبِينَ } * { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } * { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ } * { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }

القراءات { فجرت } بالتخفيف: ابن شنبوذ عن أهل مكة { فعدلك } مخففاً: يزيد وحمزة وعلي وخلف وعاصم غير المفضل { ركبك كلا } مدغماً: أبو عمرو وقتيبة عنه { يكذبون } عل الغيبة: يزيد { يوم لا } بالرفع: ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب. الآخرون: بالفتح.

الوقوف { انفطرت } ه ك { انتثرت } ه ك { فجرت } ه ك { بعثرت } ه ك { وأخرت } ه ط { الكريم } ه لا { فعدلك } ه ط بناء على أن الظرف بعده متعلق بـ { ركبك } ومن خفف { فعدلك } لم يقف بناء على أنه جعل " في " بمعنى " إلى " أي فعدلك إلى أي صورة ما شاء { ركبك } ه ط بناء على أن " كلا " توكيد لتحقيق بل ومن جعله ردعاً عن الاعتراف لم يقف { بالدين } ه ج لاحتمال ما بعده الحال والاستئناف والوصل أجوز إلا من قرأ { يكذبون } على الغيبة فإنه يقف مطلقاً للعدول { لحافظين } ه لا { كاتبين } ه ك { تفعلون } ه { نعيم } ه ج { جحيم } ه ج لاحتمال أن ما بعده مستأنف أو صفة جحيم { بغائبين } ه ط لابتداء النفي أو الاستفهام { الدين } ه { يوم الدين } ه لا لمن قرأ { يوم } بالنصب أي ذلك في يوم ومن رفعه على أنه بدل من يوم الدين فلا وقف. { شيئاً } ط { لله } ه ط.

التفسير: إنه سبحانه يذكر طرفاً آخر من أشراط الساعة في هذه السورة. فأوّلها انفطار السماء أى انشقاقها كقوله في الفرقانويوم تشقق السماء بالغمام } [الفرقان: 25] وكما يجيء في قولهإذا السماء انشقت } [الانشقاق: 1] وفيه كذا في قوله { وإذا الكواكب انتثرت } إبطال قول من زعم أن الفلكيات لا تنخرق. أما الدليل المعقول الذي ذكره الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره وهو أن الأجسام متماثلة في الجسمية فيصح على كل واحد منها ما يصح على الباقي لكن السفليات يصح عليها الانخراق فيصح على العلويات أيضاً فغير مفيد ولا مقنع، لأن الخصم لو سلم الصحة فله أن ينازع في الوقوع لمانع كالصورة الفلكية وغيرها. وأما تفجير البحار فقد فسروها بفتح بعضها إلى بعض حتى تصير البحار كلها بحراً واحداً وذلك التزلزل الأرض وتصدعها حتى يرتفع الحاجز الذي بين البحار الشرقية وبين البحار الغربية. وقد فسره في الكشاف بزوال البرزخ بين العذب والمالح حتى يختلطا وهو تصوّر فاسد نشأ من مجرّد سماع لفظ ارتفاع البرزخ. وعن الحسن: إن الأرض تنشف الماء بعد امتلاء البحار فتصير مستوية وهو معنى التسجير عنده كما مر في السورة المتقدّمة. قال جار الله: بعثر وبحثر بمعنى وهما من البعث والبحث زيد فيهما الراء والمعنى بحثت القبور وأخرج موتاها. ولأهل التأويل أن يحملوا بعثرة القبور على كشف الأسرار والأحوال الخفية، ومعنى التقديم والتأخير قد سبق في القيامة في قوله

السابقالتالي
2 3 4