الرئيسية - التفاسير


* تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوري (ت 728 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ وَٱلْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأُوْلـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

الوقوف: { ينفقون } ط { السبيل } ط للابتداء بالشرط { عليم } ه { كره لكم } ج { خير لكم } ج لتفصيل الأحوال { شر لكم } ط { لا تعلمون } ه { قتال فيه } ط { كبير } ط على أن قوله " وصدّ " مبتدأ وما بعده معطوف عليه، وقوله " أكبر عند الله " خبره، وقد يقال: " وصد " عطف على " كبير " أي القتال فيه كبير، وسبب صد عن سبيل الله وكفر بالله تعالى وبنعمة المسجد الحرام، أو صد عن سبيل الله وعن المسجد الحرام فيوقف ههنا، ويجعل " وإخراج أهله " مبتدأ. وقيل: " وصد " عطف الوقف على " سبيل الله ". و " كفر به " مبتدأ. والوجه هو الأول لانتظام المعنى أي القتال منا وإن كان كبيراً ولكن الصد والكفر والإخراج التي كانت منكم { أكبر من القتل } ط { استطاعوا } ط { والآخرة } ج لأن الجملتين وإن اتفقنا فتكرار " أولئك " ينبه على الابتداء مبالغة في تعظيم الأمر { النار } ج { خالدون } ه { في سبيل الله } لا لأن ما بعده خبر " إن " { رحمة الله } ط { رحيم } ه. المستقبل على المستقبل. { يتذكرون } ه.

التفسير: إنه سبحانه لما بالغ في وجوب الإعراض عن العاجل والإقبال على الآجل بكل ما يمكن من الدخول في السلم وبذل المهج والأموال والصبر على مواجب التكاليف والدعاء إلى الدين القويم انتظاراً لنصرة الله، شرع بعد ذلك في بيان الأحكام وهو من هذه الآية إلى قولهألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم } [البقرة: 243] جرياً على سننه المرضى من خلط بيان التوحيد وذكر النصيحة والوعظ ببيان الأحكام، ليكون كل منهما مؤكداً للآخر. الحكم الأول: بيان مصرف الإنفاق { يسئلونك ماذا ينفقون } عن ابن عباس: نزلت الآية " في رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي ديناراً فقال: " أنفقه على نفسك ". فقال: إن لي دينارين. فقال: " أنفقهما على أهلك ". فقال: إن لي ثلاثة فقال: " أنفقها على خادمك ". فقال: إن لي أربعة قال: " أنفقها على والديك ". قال: إن لي خمسة قال: " أنفقها على قرابتك ". قال: إن لي ستة. قال: " أنفقها في سبيل الله وهو أخسها أي أقلها ثواباً ". وعنه في رواية أبي صالح أنها نزلت في عمرو بن الجموح وهو الذي قتل يوم أحد وكان شيخاً كبيراً هرماً وعنده ملك عظيم فقال: ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها؟ أما بحث " ماذا " فقد تقدم في قولهماذا أراد الله بهذا مثلاً } [المدثر: 31] وأما أن القوم سألوا عما ينفقون لا عمن تصرف النفقة إليهم فكيف طابق قوله في الجواب { قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين } الآية.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9