الرئيسية - التفاسير


* تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوري (ت 728 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } * { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } * { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً } * { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } * { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } * { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } * { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } * { أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ } * { وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ } * { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ }

القراءات { والعاديات ضبحاً } بالإدغام: أبو عمر وغير عباس { فالمغيرات صبحاً } أبو عمرو غير عباس وخلاد عن حمزة.

الوقوف: { ضبحا } ه لا { قدحا } ه لا { صبحا } ه لا { نقعاً } ه لا { جمعاً } ه لا { لكنود } ه ج لأن ما بعده يصلح عطفاً واستئنافاً { لشهيد } ه لذلك { لشديد } ه ط { القبور } لا { الصدور } ه لا { لخبير } ه.

التفسير: إنه سبحانه ذكر في هذه السورة رداءة ما عليه جبلة الإنسان من قلة الشكر والصبر والحرص على المال بحيث يكاد يشغله عن تحصيل الكمال الحقيقي، وعن المعاد الذي إليه مآل حال العباد، فأقسم على ذلك بالأمور والتي هي مركوزة في خزانة خيالهم ولا تكاد تخلو في الأغلب عن الخطور ببالهم. وفي تفسيرها قولان مرويان: الأول أن العاديات هي الإبل. يروى عن ابن عباس أنه قال: بينا أنا جالس في الحجر إذ جاء رجل فسألني عن { العاديات ضبحاً } ففسرتها بالخيل فذهب إلى علي رضي الله عنه وهو بجنب سقاية زمزم فسأله وذكر له ما قلت فقال: ادعه لي فلما وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام يعني بدراً وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد. { والعاديات ضبحاً } الإبل تعدو من عرفة إلى مزدلفة ومن المزدلفة إلى منى، والضبح على هذا مستعار لأن أصل استعماله في الخيل وهو صوت أنفاسها إذا عدون وهذا الصوت غير الصهيل وغير الحمحمة، وانتصابه على " يضبحن ضبحاً " أو بالعاديات لأن العدو لا يخلو عن الضبح، أو على الحال. وهكذا القول في { الموريات قدحاً } لأن الإبل قلما توري أخفافها. يقال: قدح فاورى وقدح فأصلد { فالمغيرات } أي المسرعات يندفعون صبيحة يوم النحر مسرعين إلى منى { فأثرن } من الإثارة أي هيجن وهو حكاية الماضي أو هو نحوونادى } [الأعراف: 48]وسيق } [الزمر: 72] { به } أو بالعدو أو بذلك الوقت { نقعاً } غباراً { فوسطن } أي توسطن { به } بذلك الوقت أو بالعدو أو متلبسة بالنقع { جمعاً } وهو المزدلفة لاجتماع الحاج بها. القول الثاني عن مجاهد وقتادة والضحاك وأكثر المحققين أن العاديات الخيل، ويروى ذلك مرفوعاً.قال الكلبي: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى ناس من كنانة فمكثت ما شاء الله أن تمكث لا يأتيه منهم خبر، فتخوف عليها فنزل جبرائيل بخبر مسيرها. وعلى هذا فاللام في { العاديات } للعهد. ويحتمل أن يكون للجنس ويدخل خيل السرية فيها دخولاً أولياً. وقوله { فالمغيرات } على هذا يكون من أغار على العدو إذا شن عليهم الغارة والجمع جماعة الغزاة أو الكفرة. وقيل: الإيراء عبارة عن شبيب نيران الحرب وإيقادها كقولهكلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله }

السابقالتالي
2 3