القراءات: { أفأنت } بتليين الهمزة ونحوه: الأصبهاني عن ورش وحمزة في الوقف. { ولكن الناس } بالتخفيف والرفع: حمزة وعلي وخلف { يحشرهم } بالياء: حفص الباقون بالنون { نرينك أو نتوفينك } بالنون الخفيفة: رويس { آلان } بوزن " عالان " بحذف الهمزة التي بعد اللام وإلقاء حركتها على اللام حيث كان: أبو جعفر ونافع وزمعة وحمزة في الوقف { ربي إنه } بفتح الياء: أبو عمرو وأبو جعفر ونافع. { فليفرحوا } بياء الغيبة { تجمعون } بتاء الخطاب: ابن عامر ويزيد. وقرأ زيد على ضده، وقرأ رويس كليهما على الخطاب. والباقون على الغيبة فيهما. الوقوف: { إليك } ط { لا يعقلون } ه { إليك } ط { لا يبصرون } ه { يظلمون } ه { بينهم } ط { مهتدين } ه { يفعلون } ه { رسول } ج ط { لا يظلمون } ه { صادقين } ه { ما شاء الله } ط { أجل } ط { ولا يستقدمون } ه { المجرمون } ه { آمنتم به } ط، { تستعجلون } ه { الخلد } ج ط للاستفهام مع أن القائل واحد { تكسبون } ه { أحق هو } ط { بمعجزين } ه { لافتدت به } ط { العذاب } ج ط للعطف على { أسروا } دون { رأوا } { يظلمون } ه { والأرض } ط { لا يعلمون } ه { ترجعون } ه { للمؤمنين } ه { فليفرحوا } ط { يجمعون } ه { وحلالاً } ط { تفترون } ه { القيامة } ط { لا يشكرون } ه. التفسير: إن الإنسان إذا قوي بغضه لإنسان آخر وعظمت نفرته عنه صارت نفسه متوجهة إلى طلب مقابحه في كلامه معرضة عن جهات محاسنه فيه، وكما أن الصمم في الأذن معنى ينافي حصول إدراك الصوت، والعمى في العين أمر ينافي حصول إدراك الصورة، فكذلك حصول هذا البغض الشديد يضاد وقوف الإنسان على محاسن من يعاديه، فبين الله سبحانه في أولئك الكفار من بلغت حاله في النفرة والعداوة إلى هذا الحد { يستمعون إليك } إذا قرأت القرآن وعلمت الشرائع ولكنهم لا يسمعون ولا يقبلون وينظرون إليك يعاينون أدلة الصدق وأعلام النبوة ولكنهم لا يتبصرون ولا يصدقون. قال أهل المعاني: المستمع إلى القرآن كالمستمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف النظر. فكان في المستمعين كثرة فجمع ليطابق اللفظ المعنى ووحد النظر حملاً على اللفظ إذ لم يكثروا كثرتهم. ثم قال: أتطمع أن تقدر على إسماع الصم ولو انضم إلى صممهم عدم عقولهم، أو تقدر على هداية العمي ولا سيما إذا قرن بفقد البصر فقد البصيرة، إنما يقدر على ردهم إلى حالة الكمال خالق القدر والقوى وحده. وهذا الحصر إنما يفهم من قوله: { أفأنت }. والمقصود من هذا الكلام تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الطبيب إذا رأى مريضاً لا يقبل العلاج أصلاً أعرض عنه ولم يستوحش من ذلك لأن التقصير من المزاج لا من الصنعة والحذق. ثم أكد عدم قابليتهم في الفطرة مع إشارة إلى ما يلحقهم من الوعيد يوم القيامة بقوله: { إن الله لا يظلم } الآية.