قوله تعالى: { وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً... } وفي سورة الجمعة{ وَلاَ يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً } - قال ابن عرفة؛ إن كانا بمعنى واحد فلا سؤال. وإن كانت " لَن " أبلغ في النفي كما يقول الزمخشري: فلعل تلك الآية نزلت قبل هذه، فلم تقتض المبالغة فجاءت هذه تأسيسا. قلت: قوله: " أبدا " دال على المبالغة، فقال: قد قالوا في قول الله تعالى:{ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } إنه عبارة على طول الإقامة فقط، وأجاب أبو جعفر بن الزبير بأن آية البقرة لما كانت جوابا لأمر أخروي مستقبل وليس في الحال إلاّ زعم مجرد ناسبه النفي بـ " لن " الموضوعة لنفي المستقبل لأن لَنْ يَفْعَلَ جواب سَيَفْعَل، وآية الجمعة جواب لزعمهم أنهم أولياء الله من دون الناس، وهو حكم دنيوي ووصف حالي، فناسبه النفي بـ " لا " التي ينفى بها المستقبل والحال، ولم ينف بـ " ما " الخاصة بالحال، لأنهم أرادوا أنهم أولياء الله مستمرون على ذلك إلى آخر حياتهم، فكذبوا بما ينفي ذلك.