الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير/ ابن عرفة (ت 803 هـ) مصنف و مدقق


{ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ... }.

زيادة/ (في التسلية) والتخفيف، أي هو أيام قلائل تعد عدا.

قلت: كما في قوله تعالىدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ } قاله الزمخشري.

قوله تعالى: { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً... }.

ابن عطية: قال قوم: متى صدق على المكلف أنه مريض صحّ له (الفطر)، وقاله ابن سيرين فيمن وجعته أصبعه (فأفطر) وحكاه عنه ابن رشد في مقدماته والجمهور: المراد المرض الذي يشق معه الصوم.

قال ابن عرفة: سبب الخلاف ما يحكيه المازري وابن بشير من الاختلاف في الأخذ بأوائل الأسماء أو بأواخرها فظاهر الآية عندي حجة للجمهور لقول الله { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً } ولم يقل: فمن مرض فظاهره، أنه لا يفطر بمطلق المرض بل مرض محقق ثابت يصدق أن يقال في صاحبه كان مريضا لأن " كان " تقتضي الدوام.

قوله تعالى: { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ... }.

ولم يقل: مسافرا.

قال ابن عرفة: يؤخذ منه في الحاضر إذا عزم على السفر (أن له أن يبيت على الفطر ويفطر، ولا يلزمه كفارة لأنهم قالوا في الحاضر إذا عزم على السفر وبيت) على الصوم ثم أفطر فالمشهور عندنا أنه لا كفارة عليه.

وقال المغيرة المخزومي: تلزمه الكفارة فإذا كان لا يكفر إذا أفطر بعد أن يبيت على الصوم فأحرى أن لا يكفر إذا أفطر بعد أن يبيت على الفطر. تقول: هذا الحائط على سقوط وهو لم يسقط أي على حالة السفر.

فقوله: { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ } مما يصحح ما قلناه بخلاف المرض، فإنه لايباح الفطر إلا لمن وقع به المرض وهما في المدونة مسألتان متعاكستان.

قال: في الحاضر يفطر مريدا للسفر يقضي فقط.

فقال المخزومي وابن كنانة: يقضي ولا يكفر.

قوله تعالى: { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ... }.

ولم يقل فعدة أيام أخر، إشارة إلى ما أجاب به الزمخشري في قوله تعالىوَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ } وذكر " أَيَّامٍ " إشارة إلى أنه يجزي فيها الصوم في النهار القصير قضاء عنه في النهّار الطويل وإنما المطلوب عدة أيام (كعدد) الأيام الأول لا كقدرها وصفتها.

قال أبو حيان: أجازُوا نَصب { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } على الظرف والعامل فيه " كُتِب " أو يكون مفعولا على السعة والعامل فيه كتب ورد بأن الظرف محل الفعل وليست الكتابة واقعة في الأيام وإنما الواقع فيها متعلقها وكذا النصب على المفعول مبني على وقوعه ظرفا انتهى.

قال المختصر: في هذا الأخير نظر. قلت: يريد أنه لا يلزم من منع جعله ظرفا لـ " كتب " أن لا يكون مفعولا كما قيل: إن يوم الجمعة مبارك (فجعلوه) اسم يوم مع امتناع كونه ظرفا فليس (هو) مبنيا عليه.

قوله تعالى: { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ.

السابقالتالي
2