قوله تعالى: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ... }. كرر النداء لبعد النداء المتقدم وكثرة ما بين النداءيْن من الفصل فكرره تطرئة. ابن عطية: الصيام مجمل لأنه لم يعين مقداره ولا زمنه. قال ابن العربي: بل هو معين في الآية لقوله { كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ }. (قال ابن عرفة: إنما هو تشبيه حكم بحكم والحكم لا يتبدل ولا يتفاوت فهو تشبيه وجوب بوجوب). ابن عرفة: وهذا التشبيه وإن رجع إلى الأحكام فهو تسلية لنا لأن الإعلام بفرضيته على من مضى يوجب خفته عل النفوس وقبولها إياه، وإن رجع إلى الثواب فهو تنظير نعمة بنعمة، أي: أنعم عليكم بالصوم المحصل للثواب الأخروي، كما أنعم على من قبلكم من أن ثوابكم أعظم. وحذف الفاعل للعلّم به وزيادة " مِنْ " تنبيه على عموم ذلك في كل أمة من الأمم السالفة إلى حين: تزول هذه الآية.