الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } * { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } * { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ }

{ ولقد تركناها آية } يعني الفعلة التي فعلنا بهم آية يعتبر بها. وقيل: أراد السفينة. قال قتادة: أبقاها الله تعالى بأرض الجزيرة عبرة حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة { فهل من مدكر } يعني متذكر معتبر متعظ خائف مثل عقوبتهم ق عن ابن مسعود قال " قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكر فردها عليّ " وفي رواية أخرى " سمعته يقرؤها فهل من مدكر دالاً " { فكيف كان عذابي ونذر } يعني إنذاري { ولقد يسرنا القرآن } يعني سهلنا القرآن { للذكر } يعني ليتذكر ويعتبر به قال سعيد بن جبير يسرناه للحفظ والقراءة وليس شيء من كتب الله تعالى يقرأ كله ظاهراً إلا القرآن { فهل من مدكر } يعني متعظ بمواعظه وفيه الحث على تعليم القرآن والاشتغال به لأنه قد يسره الله وسهله على من يشاء من عباده بحيث يسهل حفظه للصغير والكبير والعربي والعجمي وغيرهم. قوله تعالى: { كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر } أي إنذاري لهم بالعذاب { إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } أي شديدة الهبوب { في يوم نحس } أي يوم شؤم { مستمر } أي دائم الشؤم استمر على جميعهم بنحو سنة فلم يبق منهم أحد إلا هلك فيه. وقيل: كان ذلك اليوم يوم الأربعاء في آخر الشهر { تنزع الناس } أي الريح تقلعهم ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم. قيل: كانت تنزعهم من حفرهم { كأنهم أعجاز نخل } قال ابن عباس: أصول نخل { منقعر } أي منقطع من مكانه ساقط على الأرض. قيل: كانت الريح تبين رؤوسهم من أجسامهم فتبقي أجسامهم بلا رؤوس كعجز النخلة الملقاة { فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت ثمود بالنذر } أي بالإنذار الذي جاء به صالح { فقالوا أبشراً منا واحداً } يعني آدمياً واحداً منا { نتبعه } أي ونحن جماعة كثيرون { إنا إذاً لفي ضلال } أي خطأ وذهاب عن الصواب { وسعر } قال ابن عباس: عذاب. وقيل: شدة عذاب وقيل إنا لفي عناء وعذاب مما يلزمنا من طاعته. وقيل: لفي جنون. وقيل: لفي بعد عن الحق.